
هاجس الانجاز والاستعجال
منذ 3 أسابيع
بقلم : رئيس الجامعة البروفيسور علي السيد سليمان
نعيش اليوم في عالم يتسم بالتغيرات السريعة، حيث الجيلين الرابع والخامس من المستحدثات الالكترونية وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية، فنجد أن البشر يتسابقون تحت وطء الضغوط المهنية والنفسية والاجتماعية، لبذل المزيد من الجهد، وتحقيق أكبر قدر من الإنجازات، والتركيز على تطوير الذات في وقت قياسي، حيث اصبح ذلك سمة أساسية تميز الحياة الحديثة في النصف الأول من القرن الحادي والعشرين، وهذا أمر مرهق لكل البشر العاملين، سواء في الوظائف الحكومية او في مجال الاعمال الحرة، حيث اشارت بعض الأبحاث والدراسات العلمية التي أجريت على عدد كير من العاملين الفنيين في مجال الصناعة، الى أن غالبية من شاركوا في تلك الدراسات وصفوا وظائفهم بأنها وظائف مهمة ومجهدة، كما أنها مرهقة بدرجة تصل الى حد المشقة النفسية والارهاق البدني والاحتراق النفسي ،وفي نفس الوقت كان لديهم اعتقاد بأن العمل لساعات طويلة ضروري للنجاح المهني. وأشار المشاركون في تلك الدراسات أيضا الى ازدياد عبء العمل المطلوب منهم إنجازه بدرجة كبير على مدى السنوات الاخيرة مع ملاحظة أن التغيرات التي طرأت في بيئات عملهم كانت كثيرة وسريعة في نفس الوقت
وقد يؤدي هذا السلوك الاستعجالي بشكل مستمر الى ظاهرة جديدة في مجال العمل يمكن أن يطلق عليها اسم حالة هاجس الإنجاز السريع أو حالة استعجال الإنجاز وهذا المصطلح صاغه أطباء صحة القلب والشرايين لوصف التأثيرات الضارة في السلوك من النمط (أ) - أي سلوك الإنجازالمرتفع- على صحة القلب والشرايين. والاصابة بحالة هاجس الإنجاز السريع أو قلق الاستعجال ليست مجرد حالة يمكن تشخيصها طبيا، ولكنها تتسم بمجموعة من السلوكيات والمشاعر المتوترة مثل عدم القدرة على الصبر والتروي وانما التسرع والعجلة والشعور المستمر بعدم كفاية الوقت التي قد يكون تأثيرها على الرفاهة الحسية والنفسية سلبيا. على الرغم من أن مسئولية معالجة العديد من الأسباب الحقيقية لحالة عجلة الانجاز تقع على اصحاب الأعمال مثل ثقافة الافراط في العمل والتغيير المؤسسي المستمر الذي لا يترك فرصة لالتقاط الأنفاس : فهناك خطوات يمكن اتخاذها لخفض شدة القلق الاستعجالي للإنجاز. وسنعرض لبعض الآثار العميقة لهاجس الاستعجال، ونشير الى عدد من الاستراتيجيات التي تساعد على استثمار الوقت على نحو جيد واستعادة السكينة النفسية والاتزان النفسي
لماذا تعد حالة هاجس الإنجاز الاستعجالي حالة مرضيةً؟
قد يؤدي القلق والتوتر المزمنان الناتجان عن نمط الحياة المحموم الذي يتسم بالعمل الدائم والاعتقاد أن نعاني ضيق الوقت المزمن، إلى ارتفاع ضغط الدم والصداع والأرق. يشكل ارتفاع ضغط الدم وأعراض عوامل (Psychological Distress)القلق والاكتئاب التي يشير إليها الخبراء عادة باسم "الضائقة النفسية" خطر معروفة لأمراض القلب والشرايين وحتي الموت. وفي احدى الدراسات النفسية اكتشف العلماء أن الضائقة النفسية وحدها تزيد خطر حدوث الوفاة بدرجة تفوق خطر حدوث الوفاة الذي يمكن أن يحدث نتيجة أية أمراض أخرى، مع ملاحظة أن خطر الوفاة يرتفع مع ازدياد أعراض الضائقة النفسية حتي بعد الأخذ في الاعتبار عوامل مثل السن ومؤشر كتلة الجسم والتدخين والنشاط البدني وتعاطي المسكرات
قد يؤدي هوس الاستعجال إلى الإنهاك الجسدي والنفسي ،لأنه يدفع الانسان إلى الانتقال من مهمة لأخري بسرعة ،ولا يتيح له الاعتناء بنفسه ،من خلال تناول الوجبات الصحية المنتظمة ،والنوم مدة كافية ،وأخذ فترات الراحة ،كما ان زيادة الإعياء قد تضعف جهاز المناعة لديه ،مما يرفع بدوره خطر الإصابة بالأمراض المعدية
قد تؤدي حالة قلق الاستعجال في العمل ،إلى تراجع كفاءة صناعة القرار، بالإضافة إلى النتائج المتدن عندما لا نخصص وقتا ًكافياً للتفكير ملياً في الأمور، يؤدي الاستعجال إلى أخطاء في اتخاذ القرار. إذا كنت تعاني حالة شديدة من هاجس الاستعجال فستشعر بانخفاض قدرتك على استيعاب المعلومات الجديدة المتخصصة ومعالجتها واستخدامها وقد تنخفض قدرتك على الابتكار أيضاً لأن الاستعجال والإبداع لا يتوافقان. وغالباً يمكن أن يؤثر الاستعجال سلباً على علاقاتك، لأنه يجعلك سريع الانزعاج عندما لا يواكب الآخرون سرعتك العالية في التفكير وفي اتخاذ القرارات، أو لأنك تشكك علناً في قدرتهم على إنجاز المهام بكفاءة. وعندما تتراجع جودة العلاقات بينك وبين شركاء العمل، تنخفض كفاءة ديناميات الفريق، وتنخفض جودة نتائجه أيضاً، بسبب انخفاض التعاون الفعال بينك وبين أعضاء فريق العمل، وعندما يؤدي الإجهاد المزمن في مكان العمل إلى الإرهاق والسلبية وتراجع الأداء يمكن أن تتمثل النتيجة النهائية لحالة الاستعجال في الاحتراق النفسي الوظيفي
لماذا يصعب الكشف عن حالات هاجس الاستعجال؟
أحد العوامل التي تجعل الكشف عن حالات هاجس الاستعجال صعباً، هو الخلط بينه وبين الكفاءة أو الإنتاجية أو تحقيق الإنجازات أو توليد قيمة للمؤسسة، ولأن هذه السمات مرغوبة، وتشكل علامات إيجابية على الأداء العالي، فقد لا يتم إدراك أن هناك مشكلة حتى تظهر العواقب السلبية لحالة هاجس الاستعجال المستمر
ومع ذلك فعليك صديقي المصاب بحالة هاجس الاستعجال أن تجيب عن التساؤلات التالية من واقع خبراتك الشخصية للكشف عما اذا كانت لديك أعراض هذه الحالة :
هل تبدو المهام كلها ملحة بالنسبة لك؟
عندما يبدو ل أن كل شيء عاجل وأن المهام جميعها ملحة ويجب إنجازها في أسرع وقت ممكن، لذا غالباً ما ستشعر بالقلق وعدم الارتياح
هل أنت دائما في عجلة من أمرك؟
هل تمشي وتتحدث وتنفذ المهام ،وحتى أنك تقود سيارتك بسرعة كبيرة ، وتميل إلى مقاطعة الآخرين أو استعجالهم وتعمل على عدة مهام أو جبهات في وقت واحد ،في محاولة منك لإنجاز المزيد من هذه المهام بسرعة أكبر وفي اقل وقت ممكن
هل أنت مهموم بمرور الوقت؟
هل تشعر أن الوقت غير كاف دائماً ، وهل تشعر بالرغبة في "إنجاز المهام قبل موعدها" وهل تبحث دائماً عن طرق مختصرة لتوفير الوقت ؟
هل تشعر غالبا بأنك متأخر فيما تريد تحقيقه؟
على الرغم من كل الجهود التي تقوم ببذلها، فإنك تقلق غالباً بشأن التأخر عن المواعيد المحددة حتى عندما يكون لديك مساحة كافية من الوقت، أو عندما يرى الآخرون أن إنتاجيتك مرتفعة وأنك تنجز المهام قبل الوقت المحدد؟
هل أنت قليل الصبر وتغضب بسهولة؟
غالبا ما يؤدي التأخير البسيط إلى التوتر والإحباط وقد تفقد أعصابك عندما يحول شيء ما (أو شخص ما) بينك وبين إكمال المهمة التي تريد إنجازها ؟
هل تعطي الأولوية لكفاءة العمل والإنتاجية على حساب رفاهتك الشخصية؟
هل تفكر دائماً في إنجاز المهام ومنحها الأولوية قبل أي شيء آخر؟ انك تضحي بالنوم وتناول الطعام وممارسة الأنشطة الترفيهية والرياضية والهوايات وقضاء الوقت مع أسرتك وأحبائك بعيداً عن العمل لصالح إنجاز المهام في وقت أقل وبسرعة أكبر
هل يزعجك التوقف عن العمل فتتنازل عن أيام الاجازات والراحات غالبا لصالح العمل؟
في هذه الحالة يعد التمهل والتروي أو القيام بعمل ترفيهي أو أخذ اجازة من العمل مضيعة للوقت ،فقد يشعرك عدم الانشغال بالعمل بمزيد من القلق والتوتر وسرعة الانفعال و بنفاذ الصبر أو بالاضطراب الوجداني
هل تستمتع بإنجاز المهام؟
تحفز التجارب الممتعة إطلاق الدوبامين وهو الناقل العصبي المعروف باسم "هرمون السعادة" .الدوبامين هو الذي يمنحنا المكافأة التي تتجلى في مشاعر المتعة والرضا النفسي ، وهذا ما يحفزنا على تكرار السلوك الممتع كي نحصل على المكافأة مجدداً ،أما بالنسبة لأولئك الذين يستمتعون بالإنتاجية والكفاءة فلا توجد بالنسبة لهم مكافأة أعظم من إنجاز المهام
غالبا ما تقع مسؤولية حماية الشخصية والحفاظ عليها على الشخص نفسه، ولكن وجد أنه من الصعب تحقيق ذلك بالفعل، في ثقافات العمل التي يهتم فيها الشخص بالإنجاز، ويثمن النتائج السريعة، والعمل المفرط، الا أن نتائج الأبحاث العلمية تشير الى أن ان هناك بعض السمات الشخصية التي يرتفع لدى أصحابها خطر الإصابة بحالة هاجس الاستعجال، بالإضافة إلى أن الأشخاص الذين ينتمون الى نمط السلوك من النوع (أ) -أي الكماليون، والأشخاص الذين يسعون لإرضاء الآخرين، وأولئك الذين يعتقدون ان قيمتهم الذاتية تقترن بإنتاجيتهم –يكونون أكثر عرضة للإصابة بحالة هاجس الاستعجال .وأظهرت الأبحاث أن الكماليون غالبا ما يستهلكون الكثير من الوقت في إنجاز المهام ، بهدف الوصول إلى نتائج مثالية غير واقعية مما يقلل من وقت المهام الضرورية الأخرى، ويجعلهم في عجلة من أمرهم لإنجازها ، ويجازف الأشخاص الذين يسعون إلى إرضاء الآخرين بقبول أي طلب ،مما يثقل كاهلهم ويؤدي إلى استعجالهم ،ويعرضهم لخطر القلق من تأخر الإنجاز وتحقيق النتائج حيث يعتقد العديد من الأفراد الذين يركزون على الإنجاز أن قيمتهم الذاتية مقترنة بإنجازاتهم
كيف تتغلب على هاجس الإنجاز (فرط الاستعجال)؟
في الوقت الذي نجد فيه أن عواقب هاجس الانجاز(فرط الاستعجال) وخيمة ومؤلمة ، فإننا أيضا نجد أن الحلول متاحة ومتوفرة لمن يرغب في التخلص من هذه الحالة ،ونذكر منها ما يلي على سبيل المثال لمن يريد فعلا التخلص من هذه المعاناة واستعادة صحته النفسية والبدنية دون الانقاص من الأداء وتحقيق الإنجاز
1- طبق آلية الإجبار:
آلية الإجبار هي أي آلية أو نشاط أو سلوكً معيناً يتمثل اجبار ذاتك على تحقيق هدفك .إذا كنت تعاني هاجس الاستعجال الذي يشعرك بعدم كفاية الوقت ويلح عليك بشدة، فعليك أن تستخدم آليات الإجبار الفعالة التي تعني تخصيص الوقت الحرفي جدول مواعيدك لإنجاز المهام الشخصية والاجتماعية وتخصيص وقت للعمل بتركيز دون تشتيت لتحقيق هدف نهائي معين ، وتخصيص وقت للتفكير في قائمة المهام وإعادة تحديد الأولويات فيها حتى لا تتعامل مع المهام جميعها بنفس الدرجة من الإلحاح
2- فكر قبل الموافقة على تلبية الطلبات التي تطلب منك:
يجب أن تتحقق من جدول مواعيدك لتحدد ما إذا كنت قادراً على تلبية ما يطلب منك إنجازه ، وللتحقق من مدى ضرورة تلبيته في المقام الأول ،وهل أنت الشخص الوحيد الذي يمكنه تلبية هذا الطلب؟ وهل سيتطلب الكثير من وقتك أو طاقتك أو مواردك ؟ هل يدعم أهدافك الخاصة ويعكس قيمك؟ بمجرد أن يصبح هاجس الاستعجال أسلوب حياة ، سيصبح التروي قبل الموافقة على طلبات الآخرين صعباً ،ما يعني أنك قد تحتاج إلى داعم وناصح موضوعي تثق في تقييمه ،أو الى مرشد نفسي ، كما يمكنك أيضاً تطبيق الاسلوب الآتي :
3- اكتب عواقب قبولك لتنفيذ كل ما يطلب منك عن طريق:
تخصص وقت لتدوين ما سيحدث إن وافقت على طلب موجه إليك ،فهي آلية إجبار طبيعية تدفعك إلى التمهل وتمنعك من الموافقة تلقائياً على أي طلب. ومن الأفضل تدوين العواقب بخط اليد وبالتفصيل لأن الوقت اللازم لذلك يتيح لك التفكير بعمق بهذه العواقب، وهل يمكنك تحمل مقدار الإجهاد المرتبط بهذه المهمة ؟ وهل سيستغرق تنفيذ الطلب وقتاً طويلاً وسيعطلك عن الأنشطة الأخرى غير المتعلقة بالعمل ؟ وهل تدفعك قراءة العواقب وهي مكتوبة بوضوح إلى التمهل ؟ وهل قد تنبهك إلى أمور لم تكن قد انتبهت لها؟
4- اكتب فوائد التروي والتمهل:
يمكنك أن تحصل على مزيد من الإلهام دون أن تحمل نفسك مسؤولية أكبر من خلال إنشاء قائمة بالفوائد التي ستحصل عليها إذا تمهلت حتى لو قليلاً . وبالنسبة للكثيرين تشمل هذه الفوائد الحصول على المزيد من فترات الراحة وتخصيص المزيد من الوقت للعلاقات الأسرية والاجتماعية والشعور بالاسترخاء والسلام النفسي
5- استخدم أداة تساعدك على تحديد الأولويات:
يخفي هاجس الإنجاز (هاجس الاستعجال) المهام ذات الأولوية لأنه يدفعك للاعتقاد أن المهام جميعها لها أولوية لذلك احرص على توخي الموضوعية في إنشاء قائمة المهام
يفضل العديد من الناس طريقة معينة سبق لهم تجربتها، تتضمن وضع كل مهمة من المهام في واحدة من 4 فئات:1- فئة المهام التي يجب إنجازها وهي تتمتع بأولوية قصوى. 2- وفئة المهام القابلة للتأجيل (أو القابلة للتأخير) والتي يمكن إنجازها في وقت لاحق. 3- وفئة مهام التفويض التي يمكن تسليمها لشخص آخر.4-فئة المهام التي يجب إلغاؤها، وتضم المهام التي يتضح بعد النظر فيها أنها ليست ضرورية بالفعل. وعليك ألا تضيف مهمة أخرى إلى القائمة قبل إزالة المهمة التي أنجزتها
6- امنح الأولوية للرفق بالنفس بدلاً من إنجاز المهام:
يصف احدهم نفسه بأنه مدمن على الدوبامين وهو يستمتع بشعور المكافأة في نفسه عندما ينجز مهمة ما من قائمة المهام التي يتعين عليه إنجازها وعندما يفشل في تحقيق أحد الأهداف بالسرعة التي يرغب فيها فهو يشعر بالإحباط والانزعاج ويقوم بجلد ذاته ويعاقب نفسه لأنه لم يحقق توقعاته الخاصة
لحسن الحظ فانه قد توصل إلى طريقة للتخلص من جلد الذات ومن العقاب الذي طبقه على نفسه وذلك عن طريق ما يسمى بالتعامل الرحيم مع نفسه، فتعامل مع نفسه بلطف ،وهذا تعامل ايجابي وفعال لأنه أحد أساليب التعاطف مع الذات بحيث يتيح للفرد استهلاك طاقته بطريقة صحية ومنتجة، تساعده على التخلص من الإجهاد النفسي ، من خلال إعداد قائمة بالمهام التي أنجزها. وواجه الكلام السلبي الذي كان يقوله لنفسه نتيجة ما كان يشعر به بسبب نقص الإنجاز عندما عن طريق تصور مدى الغضب الذي يمكن أن يحدث لو أنه وجه هذا الكلام السلبي نفسه لأحد أصدقائه
7- مارس اليقظة الذهنية:
تتلخص اليقظة الذهنية في خفض ايقاع وتيرة العمل لتركيز الانتباه الكامل على اللحظة دون إصدار أحكام مسبقة وهي النقيض التام لهاجس الاستعجال. في الكثير من الأحيان، ان ممارسة اليقظة الذهنية ولو لبضع دقائق يؤدي إلى تخفيف شعورك بالإجهاد، ويمنح عقلك المرهق الراحة التي يحتاج إليها. يمكنك ممارسة التنفس العميق أو مراجعة حالتك الصحية، أو توجيه انتباهك الكامل إلى القيام بمهمة روتينية مثل تحضير كوب من الشاي أو الاستماع إلى الموسيقى الهادئة لبضع لحظات (الاستماع الى تلاوة آيات قرآنية) .تخفف الممارسة المتكررة لليقظة الذهنية هاجس الاستعجال لإنجاز المهام وهي عنصر أساسي في الحياة الصحية والمتوازنة التي تركز فيها على ما يهمك
8- احرص على طلب الدعم:
إذا كانت الأسباب الجذرية لهاجس الاستعجال الذي تعانيه عميقة أو إذا وجدت صعوبة شديدة في إدارة وقتك بنفسك فقد يمثل طلب المساعدة من داعم أو مرشد نفسي أو من مجموعة الموارد البشرية أو مجموعة الدعم ، خطوة أساسية من الدعم المستمر فقد يساعدك شركاء المسؤولية أيضاً على اتباع عادات يومية تبطئ وتنظم وتيرة وايقاع حياتك
مع تلاشي الفرق بين متطلبات العمل ومتطلبات الحياة الشخصية في عصر العولمة وثقافة العمل المفرط أصبح هاجس الاستعجال أكثر وضوحا من أي وقت مضي إذ إنه يخفض الإنتاجية ويفسد العلاقات ويضر الصحة الجسمية والنفسية. إذا لاحظت أنك بحاجة ملحة إلى السيطرة على هاجسك إلى الاستعجال فسيعود قرارك بالبدء في اتخاذ خطوات لتحرير نفسك منه بالنفع على صحتك وفريقك ، وأحبائك والأشخاص الذين تقدم لهم الخدمة من خلال عملك. تذكر أن الامر لا يتعلق بسرعة انجازاتك لما تقوم به أعمال بل بمدي حسن استثمارك للوقت المتاح