الوحدة النفسية

الوحدة النفسية

منذ شهر

بقلم : د. إسراء إبراهيم

 

الوحدة النفسية

 

 يشعر جميعنا بالوحدة النفسية من آن لآخر، الشعور بالوحدة النفسية شعور شخصي، ولذلك يمر الجميع بخبرة الوحدة النفسية ولكن كلٌ بطريقته الخاصة، فقد تنشأ الوحدة النفسية من عدم مقابلة العلاقات والتواصل الاجتماعي بالتعزيز، والوحدة لا تعني كون الشخص بمفرده، فالبعض يختارون أن يكونوا سعداء بدون التواصل الاجتماعي والعلاقات، والبعض الآخر يجدون أن ذلك هي الوحدة بعينها، وربما يكون لدى البعض العديد من العلاقات الاجتماعية والأسرية ولكن الفرد يشعر بالوحدة حيث أنه يشعر بأن لا أحد يفهمه أو يشعر به. فهناك فرق بين أن يكون الإنسان بمفرده وأن يكون وحيدًا.

 

يعتبر الشعور بالوحدة النفسية من المفاهيم التي لاقت اهتماماً كبيراً من الباحثين في علم النفس، ومن ثم أصبح مجالاً أساسياً للبحوث والدراسات النفسية، ولعل أهم الدوافع وراء الاهتمام أن الشعور بالوحدة النفسية أصبح مشكلة خطيرة وواسعة الانتشار بين جميع الفئات العمرية فالشعور بالوحدة النفسية من الظواهر الاجتماعية الهامة التي تنتشر بين لأفراد في جميع مراحل العمر المختلفة من الطفولة وحتى الكهولة.

 

وتكمن خطورة الشعور بالوحدة النفسية في أنه يسبب مشاعر سلبية مثل عدم الرضا، والملل، وعدم السعادة، وتقلل من الرغبة في عمل أي شيئ، فالعالم الخارجي، والأحداث تصبح لا معنى لها، ويشعر الفرد بمشاعر الرفض وعدم الرغبة من الآخرين مما يسبب الشعور بالغضب، أوالخوف أو القلق.

 

وتشير دراسة (مازن ملحم، 2010، ص 660) إلى أن الشخص المصاب بالوحدة النفسية يتصف بالحزن والقلق والخجل والتوتر واليأس والاضطراب العاطفي، وانخفاض تقدير الذات، والعزلة البينشخصية، وضعف الاتصال الاجتماعي، والشعور بالاغتراب وافتقاد الصداقة وهي تتقاطع مع السمات الفرعية  للعصابية وهي القلق والخوف والعدائية والاكتئاب والقلق الاجتماعي واليأس.

 

والشخص الذي يشعر بالوحدة النفسية، يكون قلق اجتماعياً، ولديه مستويات عالية من الخجل وعدم السواء وتقديره لذاته منخفض، ولا يحب الآخرين وتقبله لهم ضعيف (Neto, f &Barrosm,j 2000)

 


 

مفهوم الوحدة النفسية:

اختلف الباحثون في تعريف الوحدة النفسية يعرفها ويس(s, (R.S.,1973weis على أنها حالة عجز تحدث نتيجة إحساس الفرد بافتقاد الارتباط العاطفي الذي يربطه بالآخرين.

 

ويعرفها (إبراهيم قشقوش، 1988، ص 9) على أنها شعور الفرد بوجود فجوة نفسية تباعد بينه وبين الأشخاص وموضوعات مجاله النفسي إلى درجة يشعر فيها الفرد بافتقاد التقبل والحب من جانب الآخرين، بحيث يترتب على ذلك حرمان الفرد من أهلية الانخراط في علاقات مشبعة مع أي من الأشخاص وموضوعات الوسط الذي يعيش فيه ويمارس دوره من خلاله.

 

ويعرفها (علي سليمان، 1989، ص16) بأنها المعاناه والاضطراب الذي يحدث للفرد في علاقاته الإنسانية مع الآخرين وهذه المعاناه تكون مصحوبة بتباين ملحوظ بين الذات المثالية المرغوبة وبين الذات الواقعية في علاقاته الاجتماعية وبالتالي فهي تعتبر خبرة ذاتية.

 

وتعرفها (زينب شقير، 2002) على أنها خبرة يعيشها الفرد لإحساسه بأنه وحيد ولديه نقص في العلاقات الاجتماعية، فالشخص الذي يشعر بالوحدة يفضل دائماً البقاء بمفرده أكبر وقت ممكن، ولذلك فهو يفتقر إلى الأصدقاء ويعجز عن التفاعل مع الآخرين بشكل إيجابي ومقبول، ويشعر بالخجل والنقص وعدم الثقة بالنفس وعدم تقدير نفسه حق قدرها، ويشعر بالوحدة حتى في وجود الآخرين.

 

فقد عرفتها دينيز وهامارتا وآري (Deniz, M. Hamarta, E. & Ari, P. ,2005) على أنها انفعال يتم استثارته في حالة وجود خلل واضطراب كمي أو كيفي في العلاقات الاجتماعية لدى الأفراد.

 

ويعرفها (مازن ملحم، 2010، ص 637) بأنها نقص في العلاقات الاجنماعية للفرد مع إحساسه بعدم التقبل من الآخرين، مع ما تسببه من شعور بالحزن والانطواء.

 

ويعرفها (معتز عبيد، 2011) بأنها حالة من العزلة والانسحاب عن الأشخاص.

 

ويعرفها (مجدي الدسوقي، 2013، ص 19) بأنها إحساس الفرد بوجود فجوة نفسية بينه وبين المحيطين به نتيجة افتقاده لإمكانية الانخراط أو الدخول في علاقات مشبعة ذات معنى معهم مما يؤدي إلى شعوره بعدم التقبل والنبذ وإهمال الآخرين له رغم أنه محاط بهم.

 

ويعرفها ديميرلي وديمر Demirli, A & Demir, A. ,2014)) على أنه خبرة غير سارة تظهر عندما يكون لدى الشخص نقص في كم شبكة العلاقات الاجتماعية ونوعيتها.

 

ويعرفها (APA, 2015) على أنها الانزعاج العاطفي أو المعرفي من الوجود  أو إدراك الفرد لذاته على أنها وحيدة بمفردها. ويعرض الوحدة النفسية من وجهات نظر متعددة: فعلم النفس الاجتماعي يؤكد على الضيق (العاطفي) أو الانفعالي عندما لا يتم تلبية الاحتياجات المتأصلة للحميمية والرفقة. وعلم النفس المعرفي يعرفها بأنها التجربة الغير سارة والمقلقة الناتجة من التناقض الملحوظ في (جودة وكمية) العلاقات التي يرغبها الفرد علاقاته الاجتماعية الفعلية، وترى النظرية الانسانية الوجودية الوحدة النفسية على أنها جانب مؤلم حتمي ومع ذلك فإنها قد تساهم في زيادة الوعي بالذات وتطويرها.

 

وبينما تُعَرَف الوحدة النفسية على أنها حالة من العزلة أو أن تكون وحيداً تعرفها تشيري    (Cherry, 2020) بأنها حالة ذهنية تجعل الأشخاص يشعرون بالخواء والوحدة وأنهم غير مرغوبين من الآخرين، وغالباً ما يشعرون بأنهم بحاجة للتواصل مع الآخرين ولكن حالتهم العقلية (طريقة تفكيرهم) تجعلهم يشعرون بمزيد من الصعوبة للتواصل مع الآخرين.

 


 

نسب انتشار الشعور بالوحدة النفسية:

يعد الشعور بالوحدة النفسية ظاهرة معقدة وينتج عنها العديد من الأضرار الصحية والنفسية بالغة الأثر وقد تصل إلى الوفاه أحياناً مما دعا إلى رصد هذه الظاهرة بالدراسة والتقصي حول نسبة انتشارها في بعض الدول، فقد بلغ عدد الذين يعانوا من الشعور بالوحدة النفسية في الولايات المتحدة الأمريكية (60) مليون نسمة، أي ما يعادل حوالي( 20% ) من سكان الولايات المتحدة الأمريكية وهي نسبة كبيرة لا يستهان بها أبدا ً (Cacioppo & Patrick, 2008).

 

تبلغ النسبة المئوية لانتشار الشعور بالوحدة النفسية المرتفع لدى أفراد من العينة المصرية من الجنسين كالتالي (19.04%، و 17.5%) لدى كل من المراهقين المصريين والمراهقات المصريات على التوالي  ( خالد عبد الغني ،2007) . وتبلغ نسبة الأفراد الذين يعيشون بمفردهم من حجم عينة ممثلة للمجتمع الفرنسي (10.7%) وأثبتت الدراسة وجود علاقة طردية بين عيش الفرد بمفرده وإصابته بالاضطرابات النفسية الشائعة  (دينا درويش، 2019). كماتشير نتائج دراسة (أسيل عبد الحميد، 2015) إلى أن الإناث أكثر ميلاً للشعور للوحدة النفسية.


 

أسباب ومصادر الشعور بالوحدة النفسية:

إن للوحدة النفسية أسباب متعددة بعضها يعود إلى طبيعة الأشخاص أنفسهم بينما يعود البعض الآخر لاضطرابات كمية، أو كيفية في شكل العلاقات الاجتماعية، حيث يرى ويس (Weiss, 1973) أن الشعور بالوحدة يمكن أن يعزي إلى ما يلي:

1-  المواقف الاجتماعية: وهي تركز على النواقض أو المشكلات والصعوبات القائمة في البيئة باعتبارها أسباباً مؤدية للوحدة.

2-  الفروق الفردية أو ما يعرف بمجموعة الخصائص الشخصية: وهي التي تساعد في شعور الأفراد بالوحدة النفسية من أمثلتها الخجل والانطواء والعصابية مع وجود اختلاف بين الأفراد في هذه الخصائص.

 

ويشير جانسون (Jansson, A. H.,et al, 2018) إلى أن الشعور بالوحدة النفسية يعاني منه كبار السن والنساء بصفة خاصة، ووجد أن الشعور بالوحدة النفسية يرتبط بالآتي: قلة الدخل، المستويات الدنيا من التعليم، والذين يعملون بالأعمال الثقيلة، وضعف الصحة، وقلة الأنشطة في الهواء الطلق، وضعف السمع وضعف البصر، والمرض، ومرض الزوج أو الزوجة، ووفاة أحد الزوجين، وغياب الأقارب.

 

وتشير إيمي روكاتش  (Rockach, A, 2018) إلى أن أسباب الوحدة النفسية يمكن التعرف عليها من خلال نموذج يتكون من ثلاثة مستويات:

أولاً: العجز في إقامة العلاقات:

وتشمل العلاقات المفقودة أو العلاقات الحالية التي لا تفي بحاجات الفرد إلى الانتماء والدعم والحب والمودة، ونجد أن هذا المستوى يضم ثلاثة عوامل:

1-  الاغتراب الاجتماعي: ويشمل ( الانفصال عن الأشخاص المحبوبين والعزلة عن الناس)

2-  نسق الدعم الاجتماعي غير الكافي ( عدم الانتماء و نقص المساندة الاجتماعية)

ويشير إلى عدم وجود الأصدقاء أو الناس الذين يهتمون به(حيث يكون نسق الدعم الاجتماعي غير مشبع ( مرضي) مما يجعل الفرد لا يشعر بالانتماء.

3- اضطرابات العلاقات: ويشير إلى العلاقات غير االمشبعة وغير المتوافقة والعلاقات الوطيدة التي تتصف ببعد المسافات ( العلاقات المؤلمة) ونقص في التقارب والحب ( انعدام العلاقات)

 

ثانياً: الأحداث الصادمة وتشير إلى التغيرات الفجائية التي تحدث للفرد وتؤثر عليه سلبياً وتشمل:

1-   الحراك والتغيير: مثل الانفصال عن الأسرة والأفراد المهمين، والتفكك الأسري.

2-   الأحداث المؤلمة: مثل انهيارالعلاقات أو الموت أو الفقد.

3-   الأزمات: مثل التغير المفاجئ في المحيط الاجتماعي، والوعي بمحدودية الحياة وقصورها.

 

ثالثاً: المتغيرات النمائية والشخصية:

وتركز على الخصائص التي تمنع الشخص من الاستمتاع بعلاقة طيبة حميمة والأسباب الأسرية التي تؤدي إلى شعور الفرد بالوحدة النفسية وضم هذا المستوى عاملين هما:

1-  مواطن ضعف الشخصية: وتشمل السمات والخصائص التي تساهم في الشعوربعدم الانتماء أو مرافقة الآخرين ويشمل:

‌أ.       الخوف من العلاقات الحميمة: ويشير إلى الخوف من الإيذاء والرفض من قبل الآخرين أو الاستهزاء مما يجعل الفرد غير قادر على إقامة علاقة حميمة مع الآخرين.

‌ب.  قصور المهارات الاجتماعية: نتيجة لأنماط سلبية مثل ( الخجل، العداء، السلبية، أو انعدام القدرة على الاتصال بالآخرين بطريقة واضحة) وهذه الانماط تساعد على شعور الفرد بالاغتراب عن الآخرين.

‌ج.   المرض أو الإعاقة: مما يجعل الفرد منفصلاً عن الآخرين.

‌د.     الخبرات الاجتماعية البغيضة: أي المواجهات السلبية أو المؤلمة تكونت عند اتصاله بالآخرين في الماضي، وأثرت على استعداده وقدرته للاتصال بالآخرين.

‌ه.   الإدراك السلبي للذات: أي شعوره بعدم أهميته بالنسبة للآخرين.

 

2-   أوجه القصور النمائية: وتشمل:

أ.      العلاقات الفاترة في المنزل.

‌ب.  التصدع الأسري.

‌ج.    الآباء السطحين .

‌د.     الصدمات أثناء الطفولة (معتز عبير، 2011).

 

وتشير (Cherry, 2020)  أنه وفقاً لبحث أجراه جون كاسيوبو بجامعة شيكاغو أثبت فيه أن الوحدة النفسية وثيق الصلة بالعوامل الوراثية. وتوجد أيضا بعض العوامل المسهمة في الشعور بالوحدة النفسية وهي متغيرات موقفية مثل: العزلة الجسدية ، والانتقال إلى مكان جديد، والطلاق. وموت شخص عزيز، وكذلك يمكن أن تكون الوحدة النفسية عرض لبعض الاضطرابات النفسية كالاكتئاب، وقد يرجع إلى عوامل داخلية مثل تدني تقدير الذات، فالأشخاص الذين يتقرون إلى الثقة بالنفس يرون أنهم لا يستحقون اهتمام الآخرين واحترامهم وهذا يؤدي إلى الشعور بالوحدة النفسية المزمنة.

 

كما وجد الباحثون أن انخفاض مستويات الشعور بالوحدة النفسية مرتبط بالزواج وارتفاع مستوى الدخل، وارتفاع مستوى التعليم، ترتبط المستويات العالية من الوحدة النفسية بالأمراض الجسدية، وأن يعيش الشخص بمفرده، والشبكات الاجتماعية الصغيرة، وعدم جودة العلاقات الاجتماعية.

 


 

النظريات المفسرة للشعور بالوحدة النفسية:

 

أولا: نظرية التحليل النفسي:

فسر فرويد الشعور بالوحدة النفسية بأنها عملية تنافر المكونات داخل الفرد الهو (ID) ، والأنا (Ego) والأنا الأعلى (Super ego) مما يؤدي إلى سوء توافقه مع نفسه ومع البيئة الاجتماعية من حوله ويمكن النظر إلى الشعور بالوحدة النفسية بأنه نتيجة للقلق العصابي  الطفولي وله وظيفة دفاعية نفسية حيث يحافظ على الشخصية من التهديد الناشئ من البيئة الاجتماعية ويعبر عنه بالعزلة والانسحاب (الرشيد البيلي، وأشرف علي، 2014، ص 270).

 

بينما فسر أدلر Adler الشعور بالوحدة النفسية بأنه حالة عرض مرضي عصابي، يحدث بسبب نقص الاهتمام الاجتماعي للفرد، بحيث يكون غير مرغوب فيه اجتماعياً، ويعير عنه بأنه خطأ في أسلوب حياة الفرد الذي تكون في طفولته.

 

أما كارل يونج  Yongفيرى أن الشعور بالوحدة النفسية عملية تفرد وسعي شخصي، ينمو من خلال العلاقة مع الآخرين ويهدف إلى تكوين ارتقاء البنية الأساسية للشخصية، وأن الشعور بالوحدة النفسية يعبر عن محاولة للتوافق النفسي مع الحياة  ( أحمد عثمان، 2001، ص 28).

 

والنظرية التحليلية تفسر الوحدة النفسية أيضاً على أساس تعلق الطفل بأمه، ومن خلال هذا التعلق يُخَبَر الطفل الروابط العاطفية وكيفية التواصل مع الآخرين، وتنتج أيضاً عندما يكون هناك أشخاص مهمون بالنسبة للفرد ولكن يكونون بعيدا عنه.

 

ويرى سوليفان أن الشعور بالوحدة النفسية تجربة غير سارة للغاية مرتبطة بعدم كفاية ونقص العلاقات الحميمة، ولكي تتكون علاقات حميمة فإنها تبدأ منذ الطفولة ، ولكن نحن لا نستدل عليها إلا من خلال العلم المرضي مؤخراً.....الحاجة للتواصل مع الأحياء (Sullivan, 1995, p 290).

 

ثانياً: النظرية السلوكية:

فسر سكينرSkinner الشعور بالوحدة النفسية على أنها سلوك يسلكه الفرد على إدراكه لاستجابات الآخرين, بينما يرى جون واطسون أن الشعور بالوحدة النفسية عبارة عن نمط سلوكي لم يتوفر له تعزيز اجتماعي (ريم اكريديس، 2016، ص90).

 

والإرشاد السلوكي يعني مجموعة من الإجراءات والتدخلات المنظمة التي تؤثر إيجابياً على أنماط السلوك الفكري الخاطئ الصادر عن الفرد، ومحاولة تغيير هذا السلوك أو تعديله أو تنميته. فمثلاً استجابات الفرد وطريقة تصرفه في المواقف الاجتماعية والمهنية والتعليمية وأرجاعه تجاه تصرفات الآخرين وحركاتهم وكلامهم، بل وحتى أفكارهم كلها يمكن تعديلها (محمد الصبوة، 2019، ص4).

 

ثالثًا:النظرية المعرفية:

ترى النظرية المعرفية وفقاً لتوجهات آرون بيك (1985) وإمري (1987) وجيفري يونج  وجوديث بيك (2007) أن المعارف والإدراكات والمعتقدات والأفكار السلبية هي السبب في المعاناة من الاضطرابات الانفعالية والمزاجية وآلام الجسم والسلوك المشكل في سياق الحياة الاجتماعية، وفي الدراسة، وفي العمل، بل وفي الحياة اليومية (محمد الصبوة، 2019، ص 4).

 

بوجه عام يرى أصحاب النظريات المعرفية أن الاضطراب النفسي عموماً هو نتاج نمط من الأفكار الخاطئة أو غير المنطقية التي تسبب الاستجابات السلوكية غير التوافقية، ويرى بيك أن الاضطرابات النفسية تنشأ نتيجة لعم الاتساق بين النظام المعرفي الداخلي للفرد، وبين المثيرات الخارجية التي يتعرض لها ذلك الفرد، ويكون تحليلها وتفسيرها عن طريق النظام المعرفي الداخلي الذي يميزه، ويبدأ في الاستجابة للمواقف والأحداث المختلفة انطلاقاً من تلك المعاني التي يعطيها لها (إبراهيم المغربي، 2018، ص 517)

 

يفسر أصحاب النظرية المعرفية أن الوحدة النفسية تعد استجابة للتناقض بين المرغوبية الاجتماعية وما تم تحقيقه من مستويات الانجاز في التواصل الاجتماعي، وكذلك العمليات المعرفية وخاصة تلك التي لها تأثير على خبرة الشعور بالوحدة النفسية  (Perlman, D., & Peplau, L. A. ,1981).

 

رابعاً: النظرية التفاعلية:

في النظرية التفاعلية تفسر الشعور بالوحدة النفسية على أنها حالة متعددة الأبعاد بمعنى أن هناك أنواع مختلفة من الوحدة ( الوحدة العاطفية والوحدة الاجتماعية) فالوحدة لاتنتج عن كون الفرد وحيدا بمفرده، بل تعني أن الفرد بدون احتاجات معينة وواضحة كغياب العلاقات الحميمة المترابطة، ويشير (وايس، 1973، ص 17) إلى أن العلاقة الوحيدة أو مجموعة مجموعة العلاقات تكون نتيجة عدم وجود صداقة ذات معنى، أو علاقات حميمة، والتعلق، الصلة الوطيدة، في علاقات جماعية أو غيرها من العلاقات الاجتماعية المترابطة وثيقة الصلة، وقد أكد وايس على أن الشعوربالوحدة نتيجة التأثير المتبادل بين العوامل الشخصية والعوامل الموقفية، وأن الوحدة تنشأ عندما تكون التفاعلات الاجتماعية للفرد غير مشبعة أو كافية ( إيمان صبري ونجوى عبد الحميد، 2018، ص 27 )

 

خامساً: نظرية السمات:

يرى أصحاب هذه النظرية أن بعض الناس يكونون أكثر عرضة للشعور بالوحدة بسبب الطريقة التي يستجيبون بها للمواقف الخاصة بالعلاقات الشخصية وهذه النظرية تقترح أن الشخصية أو متغيرات الفروق الفردية ترتبط بالشعور بالوحدة ، وبذلك نظرية السمات تتجه اتجاهاً معرفياً وتركز على أهمية الإدراكات الشخصية ونظام التفكير في المتوسط بين القصور في العلاقات وبين الشعور بالوحدة (علي خضر ومحمد الشناوي، 1988 ، 125 -127).

 

سادساً: النظرية الانسانية :

1-   التصور الظاهري عند عند روجرز:

اتفق أصحاب هذه النظرية على أن الشعور بالوحدة ينشأ من التناقض بين حقيقة الذات الداخلية للفرد والذات الواضحة للآخرين، فيرى روجرز أن ضغوط المجتمع تجعل الفرد يتصرف بطرق محدودة ومتفق عليها اجتماعياً، وهذا يؤدي بدوره إلى التناقض بين حقيقة ذاته الداخلية والذات الواضحة للآخرين ومن هنا فإن مجرد أدائه للدور المطلوب منه في المجتمع وعدم الاهتمام بطريقة أدائه بدقة ينشأ عنها الشعور بالفراغ، ويوضح روجرز أن الشعور بالوحدة يحدث عندما يفشل الفرد في التواصل مع الذات الداخلية، كما أن اعتقاد الفرد بأن ذاته الحقيقية غير محبوبة تجعله مقلقاً في وحدته لأن الخوف من الرفض يقوده إلى الإصرار على الظهور بالمظهر الاجتماعي الكاذب وذلك لاستمرار الشعور بالفراغ (عبد الرقيب البحيري، 1987، ص94).

 

2-  النظرية الوجودية:

المعطى الثالث للوجود  لدى يالوم (yalom)هو أن يشعر الفرد دوماً بالوحدة, ويكتب أنه توجد فجوة غير قابلة لأن تسد بين الفرد وأي موجود آخر، وبين الفرد وعالمه، وبالنسبة لبوجنيتال(bugental)  فإن الوعي بهذا الانفصال الأولي يستثير لدى الناس قلق الوحدة والعزلة، والوجوديون يذكرون أن البشر يطورون على المستوى اللاشعوري عدة استراتيجيات دفاعية لحماية أنفسهم من الوعي بهذه العزلة الأولية، وأحد استراتيجيات الدفاع الأخرى قد تكون محاولة الاندماج مع الآخرين. ومن أجل أن يكون الفرد جزء من جماعة أو شخص آخر فقد يضحي الفرد بفرديته في علاقة ما ، وذلك باتباع تعليمات وسلوكيات الآخرين، وأن يتطابق بشكل صارم مع قيم ومعايير وأساليب ثقافته في السلوك، وقد يكون عدم تعبير الفرد عن كرهه أو غضبه نحو شخص آخر جانب من جوانب هذه المعاناه للاندماج، وقد يحاول الفرد حماية ذاته من الوعي بالعزلة من خلال الدين، وقد تفضي هذه الدفاعات ضد العزلة الوجودية غالباً وعلى نحو متناقض بالأفراد لمزيد من العزلة في حياتهم وليس انخفاضها وذلك بسبب أنها قد تولد قلقاً عصابياً وهي مشاعر يدفعها الفرد عن نفسه من خلال مزيد من الانسحاب من العلاقات، ويساعد الوجوديون الععملاء على تقبل شعورعم بالوحدة بل قد يفرضون عليهم فترة من العزلة الإجبارية (ميك كوبر، 2014، ص 146 – 149).

 


 

أنواع الوحدة النفسية:

ميز يونج بين ثلاثة أنواع من الوحدة النفسية:

1-  الوحدة النفسية العابرة والتي تتضمن فترات من الوحدة على الرغم من أن حياة الفرد الاجتماعية تتسم بالتوافق والمواءمة.

2-  الوحدة النفسية التحولية وفيها يتمتع الأفراد بعلاقات اجتماعية طيبة في الماضي القريب ولكنهم يشعرون بالوحدة النفسية حديثاً نتيجة لبعض الظروف المستجدة.

3-  الوحدة النفسية المزمنة والتي قد تستمر لفترات طويلة قد تصل إلى حد السنين، وفيها لايشعر الفرد بأي نوع من أنواع الرضا فيما يتعلق بعلاقاته الاجتماعية .

 

وفي الواقع فإن النوعين الأولين شائعان ولكنهما لا يصلان إلى حد التطور في الدخول في نطاق دائرة الوحدة النفسية المزمنة، ومن ثم يتضح أن الوحدة النفسية هي نتاج العزلة الانفعالية والاجتماعية وتتراوح من كونها عابرة إلى حد أن تكون مزمنة (مايسة النيال، 1993، ص 103).

 


 

مكونات الشعور بالوحدة النفسية:

يرى قشقوش أن مكونات الشعور بالوحدة النفسية هي:

1-  إحساس الفرد بالضجر نتيجة افتقاد التقبل والتواد والحب من قبل الآخرين.

2-  إحساس الفرد بوجود فجوة نفسية تباعد بينه وبين أشخاص الوسط المطيط به ويترتب عليها افتقاد الفرد لأشخاص يستطيع أن يثق فيهم.

3-  معاناة الفرد لعدد من الأعراض العصابية كالإحساس بالملل والإجهاد وانعدام القدرة على تركيز الانتباه، والاستغراق في أحلام اليقظة.

4-  إحساس الفرد بافتقاد المهارات الاجتماعية اللازمة لانحرافه في علاقات مشبعة مع الآخرين(إبراهيم قشقوش، 1988، ص 3 – 19).

 

ويشير (ماحي إبراهيم، وبن دهنون سامية، 2014، ص 7)إلى أن الوحدة النفسية تتكون من العناصر التالية:

1-  خبرة سلبية مؤلمة تولد الضيق والألم والأسى.

2-  الانفصال عن الآخرين.

3-  نقص المودة والألفة بين الفرد وبين الآخرين.

4-  خبرة يمر بها الفرد في مرحلة الطفولة كنتيجة للمعاملات الوالدية.

 


 

أبعاد الشعور بالوحدة النفسية:

حدد ويس Weiss, 1973, p 15)) ثلاثة أبعاد أساسية لخبرة الشعور بالوحدة النفسية وهي:

 

البعد الأول ( العاطفة): حيث يحتاج الأفراد دائماً إلى الصداقة العاطفية الحميمة من الأشخاص المقربين وإلى التأييد الاجتماعي ويتولد الشعور بالوحدة النفسية نتيجة لفقد الأفراد الشعور بالعاطفة من قبل الآخرين.

 

البعد الثاني فقدان الأمل ( اليأس أو الإحباط): وهو شعور الفرد بالقلق المرتفع والضغط النفسي عند التوقع لاحتاجات لا تتحقق، مما يولد الشعور بالوحدة النفسية.

 

البعد الثالث(المظاهر الاجتماعية): وهي أن شعور الفرد بالوحدة النفسية يقف حائلاً أمام تكوين الصداقات مع الآخرين مما يولد الشعور بالاكتئاب ويجعل الفرد مستهدفاً للإدمان وانحراف المراهقين وقيامهم بسلوك يتسم بالعنف والعدوان.

 


 

عناصر الشعور بالوحدة النفسية:

 

ترى روكاتش وآخرين ( Rokach, et al, 2003, p 541- 542) أن هناك نموذجاً يتكون من أربعة عناصر أساسية للشعور بالوحدة النفسية وهي كما يلي:

1-  اغتراب الذات: وهو شعور الفرد بالفراغ الداخلي والانفصال عن الآخرين واغتراب الفرد عن نفسه وهويته وتدني تقدير الذات.

2-  العزلة في العلاقات الشخصية المتبادلة: ويتمثل ذلك في مشاعر كون الفرد وحيداً انفعالياً وجغرافياً واجتماعياً وشعور الفرد بعدم الانتماء ونقص في العلاقات ذات المعنى لديه، حيث يتكون العنصر الآخر من غياب المودة وإدراك الفرد للغياب الاجتماعي والشعور بالخذلان والهجر.

3-  ألم/صداع خفيف: وتتمثل في الهياج الداخلي والثوران الانفعالي للفرد وسرعة الحساسية والغضب وفقدان القدرة على الدفاع والاضطراب واللامبالاة الذين يستهدفون الأفراد الشاعرين بالوحدة النفسية.

4-  ردود الأفعال الموجعة الضاغطة: ويكون ذلك نتاج مزيج من الألم والمعاناة والخبرة المعاشة للشعور بالوحدة النفسية والمتضمنة للاضطراب والألم الذي يعايشه الأفراد الشاعرون بالوحدة النفسية.

 


 

النتائج المحتملة للوحدة النفسية:

كما أن الشعور بالوحدة النفسية ينطوي على العديد من الآثار السلبية على كل من الصحة البدنية والنفسية، ومنها: الاكتئاب والانتحار، أمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية، زيادة مستويات التوتر، ونومهم أقل كفاءة، انخفاض الذاكرة والتعلم، سلوكيات مضادة للمجتمع، عدم القدرة على اتخاذ القرار، إدمان الكحول وتعاطي المخدرات، ظهور أعراض الزهايمر، تدهور وظائف المخ، مما يعرضهم لشيخوخة مبكرة (Cherry, 2020).

 

الوقاية من الشعور بالوحدة النفسية:

يقدم جون كاسيوبو بعض النصائح حول كيفية التغلب على الشعور بالوحدة النفسية، منها:

1-  أن ندرك أن الشعور بالوحدة النفسية يعتبر علامة على أن شيئاً ما يحتاج إلى التغيير.

2-  فهم آثار الوحدة النفسية على حياة الفرد، جسدياً ونفسياً.

3-  الاشتراك في الأنشطة الاجتماعية والخدمات التطوعية يقدم فرص عظيمة للتعرف على الآخرين وتكوين علاقات وصداقات جديدة.

4-  التركيز على توطيد العلاقات مع الأشخاص الذين يشاركونك نفس المواقف، والاهتمامات والقيم.

5-  توقع الأفضل. غالباً ما يتوقع الأشخاص المنبوذين الرفض، لذا فالتركيز على الأفكار والمواقف الإيجابية في العلاقات الاجتماعية أفضل في (Cherry, 2020).  

 

إن التدخلات التي تعالج الوحدة النفسية قد تساعد أيضاً على المحافظة على الصحة النفسية للأفراد الذين يعيشون بمفردهم لديهم أعلى معدلات الإصابة بالاضطرابات النفسية، وأن التدخلات العلاجية لابد أن تركز على خفض مستويات الشعور بالوحدة النفسية من خلال دمجهم اجتماعياً، وتوفير الرعاية الاجتماعية والصحية لهم ، والبحث عن بدائل للخروج من حالة الوحدة، مثل مرافقة حيوانات لهم في المنزل، أو إكسابهم المهارات المختلفة أو طرق قضاء وقت الفراغ في الترفيه، أو مساعدتهم على إقامة علاقات صداقة، أو الاندماج في العمل الخيري والتطوعي.


 

المراجع

 

·      إبراهيم حامد المغربي.( 2018). أصول العلاج النفسي. المكتب الجامعي الحديث.

·      إبراهيم زكي علي قشقوش. (1988). مقياس الإحساس بالوحدة النفسية لطلاب الجامعات. مكتبة الأنجلو المصرية.

·      أحمد عبد الرحمن عثمان. (2001). المساندة الاجتماعية من الأزواج وعلاقتها بالسعادة والتوافق مع الحياة الجامعية لدى طالبات الجامعة من المتزوجات، مجلة كلية التربية – الزقازيق. ع ( 37) ص 143 – 195.

·      أسيل عبد الحميد عبد الجبار. (2015). الوحدة النفسية وعلاقتها بالأفكار اللاعقلانية لدى طلبة الجامعة المستنصرية. مجلة البحوث التربوية والنفسية، جامعة بغداد – مركز البحوث التربوية والنفسية، ع (45)، ص 364- 393.

·      إيمان محمد صبري، و نجوى عبد الحميد أحمد. (2018). الوحدة النفسية وعلاقتها بالخلع لدى عينة من نساء الفيوم . المجلة العربية لدراسات وبحوث العلوم التربوية والإنسانية. العام (4) العدد (10) ، ص 27 -72.

·      خالد محمد عبد الغني. (2007). القلق والشعور بالوحدة النفسية- دراسة عبر حضارية مقارنة للفروق بين المراهقين المصريين والقطريين. مجلة دراسات نفسية. رابطة الأخصائيين النفسيين المصرية القاهرة. نوفمبر ، ص 949- 975.

·      دينا درويش. (2019). الوحدة مسئولة عن 84% من الاضطرابات النفسية. للعلم: نشرة دورية . 3 مايو .بنك المعرفة المصري.

·      ريم بنت سالم علي الكريديس. (2016). الوحدة النفسية وعلاقتها بالتوافق النفسي الإجتماعي لدى طلبة الجامعةمجلة التربية، ع169, ج1 ، 81 - 132. مسترجع من http://search.mandumah.com/Record/86421

·      زينب محمود شقير. (2002). الشخصية السوية والمضطربة3) . مكتبة الأنجلو المصرية.

·      عبد الرقيب البحيري.( 1987). مقياس الشعور بالوحدة النفسية. مكتبة النهضة العربية.

·      على السيد سليمان.(1989). مدى فاعلية أسلوب العلاج النفسي الجمعي غير الموجه في تخفيف معاناة الوحدة النفسية. بحوث المؤتمر الخامس لعلم النفس في مصر، الجمعية المصرية للدراسات.

·      علي السيد خضر، ومحمد محروس الشناوي.(1988). الشعور بالوحدة النفسية والعلاقات الاجتماعية المتبادلة. رسالة الخليج العربي، ع (25) ، س (8).

·      مازن ملحم. (2010). الشعور بالوحدة النفسية وعلاقتها بالعوامل الخمسة الكبرى للشخصية دراسة ميدانية على عينة من طلبة جامعة دمشق. مجلة جامعة دمشق. 26 (4)، ص 625 –

660.

·      مايسة النيال.(1993). بناء مقياس الوحدة النفسية ومدى انتشارها لدى مجموعات عمرية متباينة من أطفال المدارس بدولة قطر. مجلة علم النفس – الهيئة العامة المصرية للكتاب، ع (25)، ص 102- 117.

·      مجدي الدسوقي.(2013). مقياس الشعور بالوحدة النفسية(ط 2). مكتبة الأنجلو المصرية.

·      محمد الصبوة. (2019).  الدورة التأسيسية لمهارات تطبيق العلاج المعرفي – السلوكي متعدد الأبعاد – دورة تدريبية – في الفترة من - 14 /11/ 2019 حتى   23/11/2019 . الجمعية المصرية للمعالجين النفسيين.

·      معتز محمد عبيد. (2011). العلاقة بين الضغوط والوحدة النفسية لدى الأم الوحيدة. مجلة البحث العلمي في التربية. جامعة عين شمس. ع ( 12) ج 2 ، ص 337 – 375.

·      ميك كوبر.(2015). العلاجات النفسية الوجودية. (طه ربيع طه عدوي، ورانيا شعبان الصايم، مترجمان. طلعت منصور، مراجع). مكتبة الأنجلو المصرية.

 

 

المراجع باللغة الإنجليزية:

 

·      APA Dictionary of Psychology

·      Cacioppo, J. T., & Patrick, W. (2008). Loneliness: Human nature and the need for social connection. WW Norton & Company.

·      Cherry, K (2020) The Health Consequences OF Loneliness Causes AND Health Consequences OF Feeling Lonely. Psychology & Psychiatrists – Integrating Various

·      Demirli, A., & Demir, A. (2014). The role of gender, attachment dimensions, and family environment on loneliness among Turkish university students. Journal of Psychologists and Counsellors in Schools, 24(1), 62-75.

·      Deniz, M., Hamarta, E., & Ari, R. (2005). An investigation of social skills and loneliness levels of university students with respect to their attachment styles in a sample of Turkish students. Social Behavior and Personality: an international journal, 33(1), 19-32.

·      Jansson, A. H., Savikko, N. M., & Pitkälä, K. H. (2018). Training professionals to implement a group model for alleviating loneliness among older people–10-year follow-up study. Educational Gerontology44(2-3), 119-127.

·      Neto, f & barrosm, j. (2000) psychosocial concomitants loneliness among students of cape. verd and Portugal of psychology, vol. 134, no. 5. P. 503 – 514.

·      Perlman, D., & Peplau, L. A. (1981). Toward a social psychology of loneliness. Personal relationships3, 31-56.

·      Rokach, A., Bauer, N., & Orzeck, T. (2003). The experience of loneliness of Canadian and Czech youth. Journal of adolescence, 26(3), 267-282.

·      Rokach, A. (2018). Being alone does not necessarily mean being lonely. Loneliness. Love, Romance, Sexual Interaction: Research Perspectives from" Current Psychology", 225.

·      Sullivan, M. P. (1995). The relationship of the sense of coherence and loneliness to psychosocial adjustment in spinal cord injured individuals. Temple University

·      Weiss, R. S. (1973). Loneliness: The experience of emotional and social isolation.

 

 

مقالات مشابهة