الاكتئاب النفسي
منذ 3 أسابيع
بقلم : د. منى حمدي الشرقاوي
الاكتئاب النفسي
يعد الاكتئاب من أكثر الاضطرابات النفسية انتشاراً في العالم، وأشدها خطورة على الصحة سواء الجسمية أو النفسية ويطلق عليه المشكلة رقم 1 في العالم التي تهدد الصحة العامة.
وينتشر الاكتئاب انتشاراً واسعاً لدرجة أنه يعد مثل نزلات البرد بين الاضطرابات النفسية ولكن هناك فرق جوهري بين الاكتئاب ونزلات البرد.
قد يؤدي الاكتئاب إلى مقتلك، حيث تشير الدراسات إلى أن معدل الانتحار ارتفع ارتفاعا كبيرا فى السنوات الأخيرة. حتى بين الأطفال والمراهقين.
وعلى الرغم أنه من أقدم الاضطرابات المسجلة عبر التاريخ، فقد كان الاعتقاد السائد – حتي وقت قريب – أنه خاص بالراشدين فقط من دون الأطفال، وقد جذب الاكتئاب لدي الأطفال والمراهقين مزيد من الإهتمام وتحدد بوصفه مشكلة ذات أهمية كلينيكية فى أوائل السبعينات، فالاكتئاب إضطراب حقيقي في الطفولة والمراهقة ومن الممكن – في حالات كثيرة – أن يكون السبب الأساسى الكامن وراء مختلف المشكلات المجتمعية والمرتبطة بالصحة، كما أنه يمكن أن يستمر حتى مرحلة الرشد.
ويصنّف اضطراب الاكتئاب ضمن الاضطرابات النفسية التي تتسم بخلل في المزاج ( الوجدان )، كما أنه من المشكلات النفسية التي يمكن أن تعوق الفرد عن أداء دوره الإجتماعى، وعن توافقه وارتقائه، والاكتئاب النفسي اضطراب له جوانب انفعالية ومعرفية وبدنية، ويمكن أن يتمثل الاضطراب الانفعالي في الإكتئاب بعدم القدرة على الحب، وكراهية الذات والتفكير في الانتحار.
إن الاكتئاب النفسى مفهوم يمكن أن يصف حالة مزاجية ولا يصف بالضرورة حالة مرضية، أو عرضاً، أو مجموعة أعراض متشابكة، إن الظواهر التي يحتويها اضطراب الإكتئاب ما هي إلا مزيج من الاضطرابات الفيزيولوجية وبعض الأعراض النفسية الأخرى، هذه الاضطرابات الفيزيولوجية والنفسية بالإضافة إلى أنماط أخرى من السلوك المعتاد وغير المدرك قد يؤديان بالمريض إلى حالة من الحزن المتكرر.
إن الاكتئاب وأنواعه وأسبابه ربما تعود إلى خلل في كيمياء الدماغ، في حين إنه قد يكون نتيجة تناقص التدعيم الإيجابي وتزايد التدعيم للأحداث المكروهة، أو يعود إلى الصراع النفسي بين الأنا والأنا الأعلى، يرى البرت أليس (Albert Ellis) أن الإكتئاب اضطراب وجداني ، يرجع إلى التشوهات المعرفية والتفكير اللامنطقي التي تحدد الاستجابة الوجدانية للفرد المكتئب، حيث يرتبط التعميم بكثير من الأنماط المرضية خاصة الإكتئاب ، فالمكتئب غالباً ما يعمم الخبرات الجزئية على ذاته تعميماً سلبياً ، فتوجه نقد غير مقصود له قد يعني عنده أنه فاشل لا يحسن التفكير، وفشله في تحقيق هدف ولو جزئي قد يعني أنه إنسان عاجز عن تحقيق آماله في الحياة .
وأيضاً تذهب أحد النماذج المعرفية في تفسير الاكتئاب إلى أن المكتئبين يميلون إلى إدراك الوقائع من حولهم على أنها لا يمكن ضبطها أو التحكم فيها، كما يميل بعض الأشخاص إلى إدراك الأشياء بطريقة متطرفة، إمَّا بيضاء ، أو سوداء ، ولا يدركون أن الشيء الذي قد يبدو سيئاً قد تكون فيه أشياء إيجابية، وهذه الخاصية ترتبط بسمات لا توافقية كالتعصب والتسلط والتوتر والقلق، كما أنه عند تحليل الاضطرابات الوجدانية كالغضب والإكتئاب نجد أن عامل التطرف له أهمية فى إثارة هذه الاضطرابات، كما يرى البرت أليس (Eliss) أن في الكثير من حالات القلق والاكتئاب والعدوان يكون السلوك ناتجاً عن خطأ في تفسير الحادثة بسبب عدم توافر معلومات معينة .
وللعوامل الوراثية دور في الإصابة بالإكتئاب، ويعتبر الخلل في توازن الناقلات العصبية المسؤولة عن ظهور أعراض وعلامات الكآبة وخاصتا اذا نقصت مادة السيروتونين، وتعتبر الأدوية التي تساهم في رفع نسبة مادة السيروتونين من أكثر الأدوية انتشارا في العالم حاليا لعلاج الكآبة .
أن غالبية حالات الإكتئاب يسبقها نوع من الفقدان الذى حدث مؤخرا مثل: الفشل فى المدرسة ، والفشل فى الزواج، والفشل فى العمل، والفشل فى الحب، ويبدو أن هناك عوامل تساعد الفرد على تجنب الإصابة بالإكتئاب مثل: وجود علاقة حميمة مع الشريك الآخر، وعدم وجود أعباء أسرية واقتصادية ثقيلة ، والانشغال بالعمل ، ويرى كلا من عبد الخالق ، وبيرد وآخرون (Bird, et al) أن شيوع الفقدان خلال الطفولة المبكرة بين مرضى الاكتئاب أكثر منها من بين غير المكتئبين، بينما يعتقد هورويتز Horowitz)) أن الاكتئاب والشعور بالمعاناة من أهم الأعراض التي تظهر على الأفراد بعد الحرمان أو الفقدان ، لذا ؛ يعد الاكتئاب في الغالب محصلة للعديد من المشكلات التي تواجه الفرد في العصر الحالي، سواء أكانت هذه المشكلات اجتماعية، أو دراسية، أو صحية، أو اقتصادية، أو انفعالية.
تعريف الاكتئاب:Depression
تعددت تعريفات الاكتئاب ويعرفها دليل التشخيص الإحصائى الأمريكى الخامس (DSM-5) الاكتئاب بأنه "تعرض الشخص لخمسة من الأعراض التالية خلال أسبوعين : تغير في الوظائف النفسية والجسمية والعقلية والإنفعالية للفرد ، بحيث يجب أن تكون أحد هذه الأعراض إما مزاج حزين، فقد الإهتمام أو الشعور بالمتعة ، يرافقها نقص أو زيادة واضحة في الوزن ، مشكلات في النوم ، التهيج النفسى حركى أو التبلد، التعب أو فقدان الطاقة، مشاعر انعدام القيمة ، صعوبة التفكير أو التركيز، تكرار أفكار الموت أو الإنتحار التى تؤثر بشكل ملحوظ على قدرة الفرد على العمل".
ﺍﻷعرﺍﺽ الإكلينيكية ﻟﻼﻛﺘﺌﺎﺏ: Clinical Depressive symptoms
لقد تم تعيين أعراض الاكتئاب فى الأدب النفسى منذ أوائل السبعينيات، عندما تم تطوير معايير التشخيص البحثية في الأصل. قد تم تعديل نمط الأعراض بشكل طفيف في الإصدار الثالث للدليل التشخيصي والإحصائي (DSM-3) ، وظلت قائمة الأعراض نفسها لم يتم تعديلها إلا فى أشياء طفيفة وصولا للدليل التشخيصي والإحصائي الخامس للاضطرابات النفسية 2013 (DSM-5). وتتشابه هذه الأعراض أيضًا إلى حد كبير مع تلك المعروضة في التصنيف الدولي للأمراض (1999) ICD- 10))، ودليل أكسفورد للطب النفسى(2013) وأخيرا المعهد الوطنى للصحة العقلية بالولايات المتحدة (2015).
لكى يتم تشخيص الاكتئاب يجب أن يشتمل على مجموعة (زملة) من الأعراض التى تحدث معا، ولا تقل عن خمسة أعراض أو أكثر لمدة لاتقل عن أسبوعين وتمثل تغير فى وظائف الفرد، بحيث يجب أن تكون أحد هذه الأعراض إما مزاج مكتئب، فقد الاهتمام أو الاستمتاع، ويليها نقص أو زيادة واضحة فى الوزن، مشكلات فى النوم، التهيج النفسى حركى أو التبلد، الشعور بالتعب حتى فى أقل مجهود أو فقدان الطاقة، مشاعر انعدام القيمة أو الذنب، صعوبة التفكير أو التركيز أو اتخاذ القرار، وتكرار أفكار الموت أو الانتحار .
الأعراض الأساسية:
مزاج مكتئب يحدث معظم اليوم ، تقريبًا كل يوم ، مع اختلاف بسيط ، وغالبًا نقص فى الاستجابة للتغيرات في الظروف. قد يكون هناك اختلاف يومى فى الحالة المزاجية مع سوء الحالة المزاجية فى الصباح والتحسن مع استمرار اليوم، أو الشعور بالحزن.
فقدان (تناقص) الاهتمام أو السعادة بشكل ملحوظ في جميع الأنشطة والهوايات، أو كلها تقريبًا ، معظم اليوم تقريبًا كل يوم (كما يتضح من الحساب الشخصى أو الملاحظة التي أدلى بها آخرون).
فقدان الوزن مع عدم اتباع نظام غذائي أو زيادة في الوزن (مثل تغيير أكثر من 5٪ من وزن الجسم في شهر واحد) ، المرتبطة بانخفاض أو زيادة الشهية.
اضطراب النوم: صعوبة فى النوم كالأرق (مع الاستيقاظ في الصباح الباكر 2-3 ساعات في وقت أبكر من المعتاد) أو فرط النوم.
تهيج أو التبلد) الزيادة أو البطء) النفس حركى: يمكن ملاحظتها من قبل الآخرين، وليس فقط المشاعر الشخصية للقلق أو التباطؤ.
الشعور بالإجهاد وإرهاق أو فقدان الطاقة.
الشعور بعدم القيمة ولوم الذات أو الشعور بالذنب المفرط .
صعوبة القدرة على التفكير أو التركيز أو عدم التردد أواتخاذ القرارات.
الأفكار المتكررة عن الموت أو الانتحار.
انخفاض الرغبة الجنسية.
قلق.
الوهم.
وقد قسم بعض من الباحثين الأعراض الاكتئابية إلى مجموعات من الأعراض وهى:
الأعراض النفسية:
تعكر المزاج - فقدان الاهتمام بأمور تعودت أن تستمتع بيها – القلق - فقدان القدرة على الاحساس - تفكير كئيب - مشكلات في التركيز والذاكرة - الأوهام - وجود هلاوس - الاحساس بتأنيب الضمير.
الأعراض الوجدانية:
الشعور بالانقباض والضيق - الشعور بتغير الحياة واهميتها - الشعور الشديد بالكآبة - الشعور باحتقار الذات - الشعور بالذنب والإثم - الشعور بالعجز واليأس والحزن - الشعور بالخوف.
الأعراض الجسمية:
مشكلات وصعوبات فى النوم والاستيقاظ باكرا - التهيج الحركى أو التبلد - فقدان الشهية ونقص الوزن أو زيادته - فقدان الرغبة الجنسية - بطء ذهني وجسمى – التعب - عدم انتظام الدورة الشهرية - حدوث بعض التغيرات الكميائية المفاجئة - فقدان التفاعل العاطفي - إمساك.
قد ورد فى الدليل التشخيصى والإحصائى الخامس (DMS-5)إنه يوجد تشابه بين أعراض الاكتئاب لدى الأطفال والمراهقين والأعراض لدى الراشدين ، مع وجود بعض الاختلافات ، فقد لاٌحظ أن الشكاوى الجسدية لدى الأفراد المصابين باضطراب الاكتئاب تتناقص بمرور العمر، وأن زيادة النوم ، وضعف الشهية لدى البنات تتزايد خلال المراهقة ، وأن خطر الانتحار يصل إلى قمته خلال المراهقة الوسطى لدى البنات ، وفى المرحلة المتأخرة عند الأولاد.
وأعدت كوفاكس قوائم مرجعية للأعراض الاكتئابية للأطفال فى مقياس ابتداء من سبع سنوات إلى المراهقين حتى الثامنة عشر وقد قننه إلى العربية غريب ، 1995 أوضح فيه الأعراض الاكتئابية لديهم وهى الحزن، التشاؤم، الإحساس بالفشل، الشعور العام بفقدان الإستمتاع، التصرف الخاطئ، القلق التشاؤمى، كراهية الذات، تخطيئ الذات، الأفكار الإنتحارية، البكاء، انخفاض القدرة على تحمل الإحباط، انخفاض الاهتمام الاجتماعى، التردد، تصور سالب للجسم، انخفاض فى الدافعية للعمل المدرسى، اضطراب فى النوم ، الإجهاد، انخفاض فى الشهية، انشغالات عضوية أو جسمية، الشعور بالوحدة، عدم الاستمتاع فى المدرسة، العزلة الاجتماعية، انعدام الاصدقاء، تدهور الاداء المدرسى، الانتقاص من قيمة الذات، الشعور بأنه غير محبوب من الآخرين، عدم الطاعة، ومشاكل اجتماعية. واوضح هازيل (Hazell) أن الاكتئاب عند الأطفال والمراهقين ينمو تدريجيا بمعنى أنه يزيد على نحو تدريجى من الطفولة صعودا إلى بقية مراحل النمو، ويتسم بالتهيج وليس الحزن، ويرتبط في كثير من الأحيان مع اضطرابات أخرى مثل القلق، اضطرابات السلوك، فرط الحركة.
تصنيف الاضطرابات الاكتئابية:
هناك تقسيمات عديدة للاكتئاب يعتمدها الباحثون والعلماء فمنهم من يصنفه بحسب شدته ومنهم من يصنفه إلى داخلي ذهاني وخارجي عصابي ويتحدث جماعة الطب العقلي عند تصنيف يعتمد على الحالات الاكلينيكية وفيما يأتي أحد التصنيفات المعتمدة التي تعد الاكتئاب اضطراباً مزاجياً :
تصنيف الاكتئاب وفقا للدليل التشخيصي الخامس للاضطرابات النفسية DSM-5 :
- اضطراب اختلال المزاج غير المنتظم
- اضطراب الاكتئاب الأساسي
- الاضطراب الاكتئابي المستمر( الديستيميا)
- اضطراب ضيق ما قبل الدورة الشهرية
- الاضطراب الاكتئابي الناتج عن استخدام مواد او ادوية
- الاضطراب الاكتئابي الناتج عن حالة طبية اخرى
- اضطراب اكتئابي أخر محدد
- اضطراب اكتئابي غير محدد.
أما (محمد غانم، 2004) قد قسم الاكتئاب إلى:
1- الاكتئاب الأساسي : ويسمى أيضاً بالسريري وفيه تنتاب المريض جملة من الأعراض لأكثر من أسبوعين وفيها يفتقد الفرد للمتعة ولا يبالي لأغلب النشاطات الحياتية.
2- الاكتئاب الشديد : هذا النوع يأخذ شكل نوبات اكتئابية قد يصاحبها مجموعة من الأعراض الذهانية مثل الهلاوس والأوهام.
3- الاكتئاب الجزئي : وهو اضطراب في المزاج أقل شدة وحدة من الاكتئاب الأساسي لكنه يبقى مدة أطول قد تصل إلى سنوات عديدة.
4- الاضطراب الثنائي : ويأخذ شكلاً دورياً فترات يرتفع فيها مستوى الطاقة والابتهاج ثم حدوث الركود ويمكن أن تأخذ هذه النوبات نمطاً موسميا.
سوف نتناول بالذكر الاكتئاب الأساسي:
أعراض الاكتئاب الأساسية: Major Depressive
وجود خمسة أعراض (أو أكثر) من الأعراض التالية لمدة أسبوعين، والتي تمثل تغيراً عن الأداء الوظيفي السابق، على أن يكون واحد من الأعراض على الأقل إما (1) مزاج مكتئب أو (2) فقد الاهتمام أو السرور.
مزاج منخفض معظم اليوم، كل يوم تقريباً، ويُعبَّر عنه إما ذاتياً (مثل الشعور بالحزن أو بالفراغ) أو يلاحَظ من قبل الآخرين (مثل أن يبدو حزيناً دامعاً)
ملاحظة: يمكن أن يكون عند الأطفال أو المراهقين مزاج مستثار.
تضاؤل واضح في الاهتمام أو الاستمتاع بكل الأنشطة أو معظمها وذلك معظم اليوم في كل يوم تقريباً) و (ويستدل على ذلك بالرواية الذاتية أو بملاحظة الآخرين).
فقد وزن كبير بدون اتباع حمية غذائية، أو كسب وزن (مثل، التغير في الوزن لأكثر من 5% في الشهر) أو انخفاض الشهية أو زيادتها، كل يوم تقريباً.
ملاحظة: الإخفاق في كسب الوزن المتوقع، عند الأطفال يؤخذ كمؤشر كافي لهذا العرض.
أرق أو فرط نوم كل يوم تقريباً.
هياج أو بطيء نفسيحركي، كل يوم تقريباً (ملاحظ من قبل الآخرين، وليس مجرد أحاسيس شخصية بالتململ أو البطاءة).
تعب أو فقد طاقة كل يوم تقريباً.
أحاسيس بانعدام القيمة أو شعور مفرط أو غير مناسب بالذنب (والذي قد يكون توهمياً) كل يوم تقريباً، وليس مجرد لوم الذات أو شعور بالذنب لكونه مريضاً).
انخفاض القدرة على التفكير أو التركيز، أو عدم الحسم، كل يوم تقريباً (إما معبّر عنه ذاتياً أو ملاحَظ من قبل الآخرين).
أفكار متكررة عن الموت (وليس مجرد خوف من الموت)، أو تفكير انتحاري متكرر بدون خطة محددة، أو محاولة انتحار أو خطة محددة للانتحار.
تسبب الأعراض ضيقا مرضيا واضحا أو اختلالاً في الأداء الاجتماعي أو المهني أو في مجالات هامة أخرى من التوظيف النفسي.
لا تنجم الأعراض عن تأثيرات فيزيولوجية مباشرة لمادة أو عن حالة طبية اخرى
ملاحظة: لا تُعلل الأعراض بصورة أفضل من خلال الفقد، أي، بعد فقد عزيز، إذ تستمر الأعراض لأكثر من شهرين أو تتصف باختلال وظيفي كبير أو انشغال مرضي بانعدام القيمة أو تفكير انتحاري أو أعراض ذهانية أو تأخر نفسيحركي ويجب استخدام الحس الكلينكي بمهارة للتفريق بينهما مع التاريخ الشخصى للمريض.
النتائج المحتملة لعدم العلاج:
1- مشاكل فى المدرسة: من علامات اكتئاب المراهقة ، فقدان الطاقة والتركيز ، مما يؤدى إلى عدم حضور منتظم للدراسة، وهبوط فى المستوى العلمى واحباط لطالب كان مستواه العلمى جيد.
2- التزويغ من المدرسة والبيت: هروب بمعنى هروب أو الحديث عنه وتمنيه بما يعنى (ساعدونى ارجوكم).
3- إدمان المخدرات: تبدأ بالتجربة وتنتهى بالإدمان، وعواقبها سرقة واعتلال فى الصحة.
4- فقدان الإعتبار للنفس: يؤدى الاكتئاب إلى زيادة مشاعر القبح، العار، الفشل، واللاقيمة.
5- اضطربات تناول الطعام: فقدان الشهية العصبى أو الشرة العصبى أو نوبات النهم للأكل وعمل (دايت).
6- إدمان الإنترنت: يعد من وسائل الهروب من الواقع (المعاش) إلى الواقع الإفتراضى .
7- إيذاء الذات: بالقطع والحرق وكل طرق تشويه الجسد.
8- السلوك السيئ: المراهق المكتئب خطر قنبلة موقوته ، يعرض نفسه للخطر.
9- العنف : يكون كرد فعل انتقامى لما حدث لهم.
10- الإنتحار ومحاولاته: حالات اكتئاب المراهقة يجب أن تأخذ مأخذ الجد، لأن المراهق يفكر وقد يفكر لقتل نفسه ، ولذلك لأبد التعامل معها بحذر. (خليل فاضل. 2012، ص ص 224- 226.
الخاتمة:
ﻴﻌﺘﺒر الاكتئاب من اﻹﻀطراﺒﺎت النفسية الأكثر إﻨﺘﺸﺎر، والأعقد تحديدا وتعريفا فهو حالة ﻤرﻀﻴﺔ ﺘﺘﻤﻴز ﺒﻤظﺎﻫر ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ انفعالية وﻨﻔﺴﻴﺔ وﺒدﻨﻴﺔ وﻤﻌرﻓﻴﺔ ﺤﻴث ﺘؤﺜر ﻋﻠﻰ ذات الفرد وﻋﻠﻰ ﺴﻠوكه وﺸﺨﺼﻴﺘﻪ ، وهو يتخذ ﺃﺷﻜﺎﻻ عدﺓ، حسب مدى ﺍﻻﻧﺘﺸﺎﺭ، ﻭﺍﻷﻋﺮﺍﺽ ﺍﻹﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴﺔ، ﻭﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻌﻴﺎﺩﻳﺔ، ﻓﻴﺒﻘﻰ ﻣﺤﻞ جدل بين ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺄﺳﺒﺎﺑﻪ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻨﻪ ﻭﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﻋﻼﺟﻪ.
وهو من أكثر وأﺨطر اﻹﻀطراﺒﺎت النفسية التى ﺘﺼﻴب الفرد ، وارﺘﺒﺎطﻪ ﺒﻜﺜﻴر ﻤن ﺴﻤﺎت الشخصية السلبية لهن كالعجز واليأس واﻨﺨﻔﺎض ﺘﻘدﻴر الذات واﻀطراب العلاقات وﻗد ﻴﻜون الاكتئاب ﺒﺴﻴطﺎ أوﻴﺴﺘﻤر لفترات ﻗد ﺘطول أو ﺘﻘﺼر، كما ﻗد ﻴﻜون ﺸدﻴدا إذا لم يتم التدخل لعلاجه.
يمكن أن يؤدي الاكتئاب إلى التوتر وعدم القدرة على أداء الوظائف وتردي حياة الشخص المصاب وصولا إلى ظهور الاضطرابات الاكتئابية نفسها.
ولكى يتم تشخيص الاكتئاب يجب ألا تقل أعراض الاكتئاب عن خمسة أعراض أو أكثر لمدة لاتقل عن أسبوعين وتمثل تغير فى وظائف الفرد.
ولقد تم تصنيف الاكتئاب وفقا للدليل التشخيصي الخامس للاضطرابات النفسية DSM-5 إلى اضطراب اختلال المزاج غير المنتظم، اضطراب الاكتئاب الأساسي، الاضطراب الاكتئابي المستمر( الديستيميا)، اضطراب ضيق ما قبل الدورة الشهرية، الاضطراب الاكتئابي الناتج عن استخدام مواد او ادوية، الاضطراب الاكتئابي الناتج عن حالة طبية اخرى، اضطراب اكتئابي أخر محدد، اضطراب اكتئابي غير محدد.
وقد تم التركيز على الاكتئاب الرئيس وأعراضه. إن اهمال التدخل لعلاج الاكتئاب يؤدى إلى ظهور مشاكل فى المدرسة والمنزل وإيذاء الذات وأيضا يؤدى عدم التدخل إلى الإدمان سواء السلوكى أو للمواد المخدرة و إلى العنف وقد يصل إلى محاولة الإنتحار أو الانتحار نفسه. لهذا وجب التركيز عليه والاهتمام به.
المراجع العربية:
1- أحمد عكاشة (2010). الطب النفسي المعاصر. القاهرة: الانجلو المصرية.
2- احمد عكاشة ( 2018). الطب النفسى المعاصر. القاهرة: مكتبة الانجلو المصرية.
3- أحمد محمد عبد الخالق (2016). اكتئاب الطفولة والمراهقة. القاهرة : مكتبة الانجلو المصرية.
4- ديفيد بيرنز (2017). الشعور الجيد العلاج الجديد للتقلبات المزاجية. ط1. ترجمة مكتبة جرير.
5- غريب عبد الفتاح غريب (1995). مقياس الاكتئاب (د) للصغار CDI التعليمات ودراسات الثبات والضدق وقوائم المعايير للصورتين العامية والفصحى. ط2. القاهرة: دار النهضة العربية.
6- لطفى الشربينى( 2001). الإكتئاب المرض والعلاج ، منشأة المعارف، جلال حزى وشركاه، الاسكندرية.
7- عبد الستار إبراهيم(1998). الاكتئاب اضطراب العصر الحديث فهمه وأساليب علاجه الكويت : عالم المعرفة، العدد239.
8- محمد غانم (2004). الأمراض النفسية والعلاج النفسى ،الأسكندرية: المكتبة المصرية.
المراجع الأجنبية:
1- American Psychiatric Association (2015). Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders, Fifth Edition (DSM-IV-TR). Washington, DC: American Psychiatric Publishing.
2- Burns, D., M. (1980). Feeling Good the New Mood Therapy. New York: U.S.A. Harper Collins Publishers.
3- Beck, Aeron; Rush, John; Shaw, Brian & Emery, Gary (1979). " Cognitive Therapy of Depression". New York: The Gilford Press.
4- Beck. A., T., & Dozois, D., J., (2011). Cognitive Therapy: Current Status and Future Directions. Vol. (62). 397-409
5- Bird, H.; Gould, M.; Yager, T. & Staghezza, B. (1989). Risk Factors for maladjustment in Puerto Rican children. Journal of the American Academy of Child and Adolescent Psychiatry. Vol. 28, No.6, pp. 847-850.
6- Hazell, P.L., Rey. J. M (2009). Depression in children and adolescents. Clinical Evidence. BMJ Publishing Group Ltd 2009.
7- Horowitz, J., L. & Garber, J. (2006). The Prevention of Depressive Symptoms in Children and Adolescents: A Meta-Analytic Review. Journal of Consulting and Clinical Psychology. The American Psychological Association, Vol. 74, No. 3, 401–415.
8- International Classification of Diseases (ICD-10).( 2017). Second Edition Volume 2 - World Health Organization.
9- Kuhlman, K.R., Chiang, J., J., Bower, J., E., Irwin, M.R. & Cole, S., W. (2020). Persistent Low Positive Affect and Sleep Disturbance across Adolescence Moderate Link between Stress and Depressive Symptoms in Early Adulthood. Journal of Abnormal Child Psychology. Volume 48. Pages109–121.
10- National Institute of Mental Health (2015). Depression: What you Need to Know., USA: Science Writing Press and Dissemination Brand.
11- Reynoldes, W., M., & Johnston, H., F. (1994). Handbook in Depression children and adolescents: New York Springer. Plenum press. Science Business Media.
12- Semple, D. & Smyth, R. (2013). Oxford Handbook of Psychiatry. Third Edition. United Kingdom (UK): Oxford University Press.